الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز تعمد التخيل للمشاهد الجـ. ـنسـ. ـية والصور الإبـ. ـlحـ. ـية، ولا نظر عورLت النساء، فإن أهل العلم عدوا نظر الحرام والاستمناء والتفكر والتخيل لفعل الحرام، وتمني القلب للمحرمات من الزنى، وإن كان لا يوجب حدا،
كما في الصحيحين عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه.
وليس حكم التخيل وزنى العين والقلب واليد مثل الزنى الموجب للحد، قال النووي: ومعنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنى، فمنهم من يكون زناه حقيقياً بإدخال الفرج في الفرج، ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر والاستماع إلى الزنى وما يتعلق بتحصيله. اهـ
وقال في عون المعبود: قال القارئ: والمراد من الحظ، مقدمات الزنى من التمني والتخطي والتكلم لأجله والنظر واللمس والتخلي. انتهى
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: هل يجوز للشاب الأعزب أن يفكر في الجماع، أعني يتخيل أنه يجامع زوجته, وهو لم يتزوج بعد؟ فأجابت: لا يجوز له ذلك، لأنه ذريعة إلى ارتكاب الفاحشة، والوقوع في الشر والفساد. اهـ.
وسئلت أيضًا: قد تنتاب الإنسان شهوته, فيفكر في الجماع كثيرًا فينزل منه المني، فهل هذا يدخل من ضمن العادة السرية؟ هذا أمر, وإذا كان يفكر في الجماع لينزل المني فيشعر باللـ. ـذة، فهل هذا من قبيل العـ. ـادة السـ. ـرية أيضًا؟ فأجابت: إذا عرضت للإنسان خطرة ففكر في الجماع عفوًا فلا حرج عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ
لما في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ـ
وفي رواية: ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم ـ لكن على من فكر فأنزل من تلذذه بالفكرة أن يغتسل، لأن حكم الجنابة قد تعلق به والحالة هذه، أما إذا كان يعمد إلى هذا التفكير ويستجلبه بين الحين والآخر، فهذا لا يجوز، ولا يليق بخلق المسلم، وينافي كمال المروءة، وعلى المسلم أن يكف عنه, ويشتغل بما يصرفه عن إثارة شهوته بما ينفعه في دينه ودنياه، على أن تعمد الإثارة بغير الطريق المشروع مضر بالصحة في البدن والعقل، ويخشى أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه. اهـ.
والله أعلم.