قصة الصحابي الذي زوجه النبي صلى الله عليه وسلم
وتراه يقف في الصف الأول للجهاد، مرّ ذات يوم برسول الله، فناداه قائلاً: يا جليبيب ألا تتزوج، فردّ: يا رسول الله ومن يزوجني ولا مال ولا جاه؟، ثمّ مرّ به ثانية وثالثة فقال له مثل الأولى، وفي كلّ مرةٍ يردّ عليه كالمرة الأولى.[٣] وأمره رسول الله أن يتوجّه إلى بيت رجلٍ من شرفاء الأنصار ويُقرأه من رسول الله السّلام، ويخبره أنّ رسول الله يأمره بأن يزوّجه ابنته، ففعل جليبيب وذهب إلى بيت الرجل، وطرق عليه الباب وأخبره بما جاء به، فقال الرجل: وعلى رسول الله السّلام، وكيف أزوجك ابنتي يا جليبيب ولا جاه لك ولا نسب؟.[٣] وسمعت زوجته بالأمر وتعجّبت ممّا تعجّب منه زوجها، لكنّ الفتاة لمّا علمت بذلك قالت لأبويها: أتردّان طلب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، لا والذي نفسي بيده، فوافقت على الزواج منه وتمّ الأمر، وقامت هذه الأسرة على أساس تقوى الله ورضوانه.[٣] قصة استشهاده بعدما تزوّج جليبيب بابنة الرجل الأنصاري الذي أمره رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يزوّجه إياه وأسس بيته وأسرته، أمر رسول الله أصحابه بالخروج إلى الجهاد، فكان جليبيب من أوائل الذين استجابوا لنداء رسول الله فخرج إلى الجهاد يقاتل ببسالة.[٣] ثمّ لما انتهت المعركة بدأ رسول الله يتفقّد الذين قُتلوا، وكلّما علم الصحابة بأحد أخبروا رسول الله به، لكنّهم نسوا أن يتفقّدوا جُليبيب إلّا بعدما سأل عنه رسول الله قائلاً: (..هلْ تَفْقِدُونَ مِن أَحَدٍ؟ قالوا: لَا، قالَ: لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا..).[٤] وقام ليبحث عنه فوجده قد تغطّى بالتراب، فكشف عن وجهه وقال: (قتلت سبعة ثمّ قُتلت؟ أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك، أنت مني وأنا منك)،[٤] ثم حمله بساعديه ودفنه.[٥] وقد كان جُليبيب ممّن دخل في قول الله -تعالى-: (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).