close
قصة وعبرة

معركة النهروان بقيادة سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه

وبعدها تواجه الفريقان ووقفا مستعدان ، فقال فروة بن نوفل الأشجعي لقومه وكان أحد رؤساء الخوارج : يا قوم والله ما ندري علام نقاتل عليًا رضي الله عنه ، وليست لنا في قتله حجة ولا بيان ، يا قوم انصرفوا بنا حتى تنفذ لنا البصيرة في قتاله أو إتباعه

وبعدها ترك صفوف القتال هو وخمسمائة رجل ، وخرجت طائفة أخرى منهم إلى الكوفة ، ومضى البعض إلى جيش سيدنا علي ، وأخذ جيش الخوارج يتفكك حتى صار مع ابن وهب الراسبي ألف وثمانمائة فارس ، وفي قول أخر ألف وخمسمائة .

وقد قتل معظمهم ولم ينجو منهم إلا العشرات ، أما جيش الإمام فلم يقتل منها إلا قلة قليلة ، في مقولة قيل تسعة وأخر قيل اثنا عشر رجل ، وعلى كل هي لم تزد عن العشرات ، وقد كانت تلك الحرب خاسرة للخوارج بكل المقاييس .

ولولا شفقة الإمام بهم لأفناهم جميعهم يومها ، فقد أمر جيشه ألا يتبعوا فارًا ولا يجهزوا على جريح ولا يمثلوا بقتيل ، حتى غنائمهم لم يأخذ منها شيئًا إلا السلاح قسمه على رجاله ، وقيل أن سيدنا علي لم يسبي لا في الجمل ولا في النهروان

مقتل ذو الثدية وصدق الإمام :

لقد كانت فتنة الخوارج أعظم الفتن التي مر بها الإسلام على مر الزمن ، وكان علي ابن أبي طالب دائمًا ما يتحدث عنهم كما وصفهم الرسول ، ومن هؤلاء رجل يدعى ذي الثدية ، وكان مقتله في تلك الحرب دليلًا على صدق سيدنا علي ، لذا انهمك المسلمون بعد المعركة في البحث عنه حتى وجدوه أسفل كومة من القتلى بالقرب من النهر .

فلما عثروا عليه كبر الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال : صدق الله وبلغ رسوله ويسجد بعدها سجود شكٍر لله رب العالمين ، وكبر الناس من بعده واستبشروا ، فقد كانت هذه علامة كبرى على أن الإمام كان دائمًا على حق ، وانتهت المعركة بنصر وفتح مبين

 

 

 

 

 

 

الصفحة السابقة 1 2

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!