فضل ليلة القدر وثوابه العظيم
ويوضح الله سبحانه وتعالى ما يحدث في تلك الليلة العظيمة في قوله تعالى ” تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ” ؛ ويعني أنه في ليلة القدر ينزل الملائكة بكثرة من السماوات السبع ؛ ونزولها يكون شيئًا فشيئًا ؛ وتحمل الخير والرحمة والبركات إلى الأرض ؛ حيث أن امتناع الملائكة من دخول مكان معين يعني خلوه من البركة والخير ؛ لذلك فإن في نزولها في ليلة القدر خير عظيم ورحمة لعباد الله ، ويعني بالروح هنا هو جبريل عليه السلام الذي اختصه الله تعالى بشرف حمل الوحي بالقرآن الكريم ، ونزول الملائكة يكون بإذن من الله تعالى ، وقد ذُكر أن كلمة “من” في قوله “من كل أمر” تعني حرف الباء أي بكل أمر من أوامر الله تعالى التي يوجهها إلى ملائكته والتي لا يعلم عنها أحد شيئًا ؛ لأنها من الغيبيات.
ويقول الله تعالى في الآية الأخيرة بسورة القدر ” سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” ؛ وتعني هنا أن هذه الليلة هي ليلة سلام ؛ وذلك لأن هناك الكثير ممن يسلمون من الذنوب في ليلة القدر ؛ حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل تلك الليلة “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ” ؛ ومغفرة الذنوب تعني السلامة من عواقبها الوخيمة يوم الحساب ، وتنتهي ليلة القدر بمجرد أن يطلع فجر اليوم الجديد بعد تلك الليلة .
عرضت سورة القدر الفضل العظيم لليلة القدر ؛ والتي سُميت بالقدر نظرًا لقدرها ومكانتها العظيمة التي تحدث عنها المولى عز وجل ، وعُرفت على أنها إحدى ليالي شهر رمضان المبارك ؛ ولم يتم تحديد يوم بعينه أو ليلة معينة لتُعرف على أنها ليلة القدر ؛ غير أنه قد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أن تلك الليلة العظيمة موجودة بالعشر الأواخر من رمضان ؛ لذلك يُستحب الاعتكاف وكثرة العبادات في تلك الأيام .