قصة رجل صياد سمك كان عنده بنت صبية رائعة
قالت له تعال معي وسترى بعينك ،سار الأمير في حرسه ،ولما وصلوا لدار الغولة ،وجدوا بنتا مقيّدة في الدهليز، وبجانبها سكاكين كبيرة ، ولم دخلوا غرفة النوم رأوا حذاءا أكبر من كل أحذية المدينة، وجميع الأشياء كانت ضخمة. إنتظر الأمير حتى رجعت الغولة من السّوق ،ثمّ وقف. وقال لها :إرفعي هذا الغطاء ،وأرني وجهك !!!
تفاجأت عيشة من وجود الأمير هنا ،وسألته: لماذا لم تعلمني يا مولاي بنزولك ضيفا علينا ؟ أجاب :بغضب : لقد حاولت خداعي ،فما أنت إلا فتاة سيّئة ،تعاشرين الجن والأغوال، و تتضاهرين لي بالطيبة !!! إسمعي ، لا أريد رؤيتك بعد الآن ،فقد عرفت كلّ شيء،ورمى إليها بالمنديل الذي وجده في البحر، وقال : الآن عرفت لماذا لا نجد لزخارفك نظيرا عند الإنس !!! بكت عيشة لمّا سمعت هذا الكلام ،ولم تردّ عليه .
لمّا إنصرف موكب الأمير،إحتضنتها أمّها الغولة ،وقالت :إني أشمّ رائحة امرأة وفتاة كانتا في داري !!! مسحت عيشة دموعها ،وأجابت: دون شكّ هما : زوجة أبي وإبنتها.لقد فهمت لماذا تغيّر فجأة الأمير . هذه المرّة لن تمرّ فعلتها دون عقاب والويل لها منّي .في الليل لم تنم عيشة ،ولمّا تذكرت الأمير أصابتها الحسرة ،وسالت دموعها ،وبينما هي كذلك أحسّت ،بشيئ دافئ بجوارها ،كانت صديقتها القطة ،وقالت لها :لقد سمعت بكائك فجئتك ،قصي على ما حدث ،وما هو سبب حزنك ؟ حكت لها عن امرأة أبيها وكيف نغصت عليها ،عيشتها، وأفسدت عرسها.
هزّت القطة رأسها وأجابت : يبدو أنّ تلك اللعينة لم تفهم الدّرس، المرّة الفائتة ،أمّا الأمير فاتركه لي ، وسيجيئ لحدّ قدميك يطلب رضاك ،الآن هيا نامي ، فالصّباح أوشك على الطلوع . في الغد طلبت القطة من الغولة أن تصنع طبقا من الحلقوم بالفستق وماء الورد طيّب الرائحة. ثم أخذت عشبة ،ورمتها في القدر ،وقالت: السّحر لن يصيب إلا الأمير ،.
لمّا حضر الطّبق ،تنكرّت عيشة ،وذهبت للقصر، ولما سألها للحرس عن سبب مجيئها أخبرتهم أنها زوجة صيّاد السّمك ،وبما أنّ إبن السلطان يحب الحلقوم فإنها اجاءته بهدية . لمّا رأى الأمير الطبق إشتهى أن يأكل منه ،وكالعادة جاء الطباخ ،وتذوّق قطعة ،ثمّ قال : والله لم أذق في حياتي أطيب منه طعما ،ثم أكل الأمير ،حتى شبع لكن في المساء أصبحت أذناه طويلتان مثل الأرنب،فإختفى في حجرته، ولم يعد يخرج منها ،وأمر بزوجة الصّياد وابنتها فجائوا بهما ،وضربهم العبيد بقسوة ،ورموهما في سرداب مظلم مليئ بالخنافس عقابا لهما .
لتكملة القصة اضغط على الرقم 12 في السطر التالي 👇