لماذا دعانا الله للنظر إلى الابل كيف خلقت
تلبية لضرورات البشر وتلبية لأشواقهم كذلك، ففي الأنعام دفء من الجلود والأصواف والأوبار والأشعار، ومنافع في هذه وفي اللبن واللحم وما إليها،
ومنها تأكلون لحمًا ولبنًا وسمنًا، وفي إنجاب الأثقال إلى البلد البعيد لا يبلغونه إلا بشق الأنفس، وفيها كذلك جمال عند الإراحة في المساء
وعند السرح في الصباح، جمال الاستمتاع بمنظرها فارهة رائعة صحيحة سمينة،
وأهل الريف يدركون هذا المعنى بأعماق نفوسهم ومشاعرهم أكثر مما يدركوه أهل المدينة. قال تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِر} (الغاشية: 17: 22).
تمتاز الإبل عن بقية المخلوقات بقدرتها عـLـي إطفاء ظمئها بأي نوع من الماء تجده فهي تشرب من مياه المستنقعات شديدة الملوحة والمرارة، وتشرب من مياه البحر والمحيطات
في هذه الآية الكريمة يخص الله سبحانه وتعالى ـ الإبل من بين مخلوقاته الحية، ويجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السماوات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلًا إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه.
والآية الكريمة “أَفَلَا يَنظُرُونَ إلى الْإِبِلِ” أفلا صيغة استفهام إنكاري، وهي أفضل صور الحث عـLـي النظر، وعلى إعمال
لتكملة القراءة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي