إِنَّ أَعْظَمَ مُعْجِزَةٍ هُوَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ.. خطبة الجمعة مترجمة للغة العربية في تركيا
إِنَّ كِتَابَنَا الْعَظِيمَ، اَلْقُرْآنَ الْكَرِيم، هُوَ آخِرُ رِسَالَةٍ إِلَهِيَّةٍ بَعَثَ بِهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِلَى الْبَشَرِيَّةِ جَمْعَاءَ، وَإِنَّهُ نَصٌّ مُقَدَّسٌ فِي كُلِّ مَجَالٍ لِلْبَشَرِيَّةِ جَمْعَاءَ مُنْذُ لَحْظَةِ نُزُولِهِ حَتَّى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَدَلِيلٌ إِلَهِيٌّ فِي الْمَجَالَاتِ الدِّينِيَّةِ وَالْقَانُونِيَّةِ وَالْأَخْلَاقِيَّةِ..
إِنَّهُ أَعْظَمُ مَظْهَرٍ مِنْ مَظَاهِرِ الشَّفَقَةِ وَالرَّحْمَةِ الْهَائِلَتَيْنِ اللَّتَيْنِ يُكِنُّهُمَا رَبُّنَا لِعِبَادِهِ، إِنَّهَا أَعْظَمُ مُعْجِزَةٍ لِنَبِيِّنَا الْحَبِيبِ ( صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )، اَلَّذِي أُرْسِلَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ.
فَإِنَّ حُكْمَ الْقُرْآنِ بَاقٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ حَرْفٌ وَاحِدٌ مِنْهُ وَلَنْ يَتَغَيَّرَ أَبَدًا، لِأَنَّ الْقُرْآنَ تَحْتَ حِمَايَةِ رَبِّنَا بِالتَّدَابِيرِ الْإِلَهِيَّةِ وَالْبَشَرِيَّةِ، وَوَعْدَهُ حَقٌّ:” اِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَاِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ”[3].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَفَاضِلُ!
اَلْقُرْآنُ اَلْكَرِيمُ يَدْعُو الْبَشَرِيَّةَ جَمْعَاءَ إِلَى الْهِدَايَةِ وَالْخَلَاصِ الْأَبَدِيِّ. وَإِنَّهُ يُعَلِّمُنَا وَاجِبَاتِنَا وَمَسْؤُولِيَّاتِنَا تُجَاهَ رَبِّنَا وَبِيئَتِنَا وَالْكَوْنُ بِأَسْرِهِ. وَيَشْرَحُ أَحْكَامَ الْإِسْلَامِ الْوَاهِبَةِ لِلْحَيَاةِ .
وَيُظْهِرُ طُرُقَ الْمَعْرِفَةِ وَالْحِكْمَةِ وَالْخَيْرِ وَالْجَمَالِ. وَيُعْلِنُ مَبَادِئَ السَّلَامِ وَالْهُدُوءِ وَالْعَدَالَةِ وَالتَّعَايُشِ. وَأَنَّهُ يَأْمُرُ الْإِنْسَانَ بِأَنْ يَعْتَبِرَ شَرَفَهُ وَكَرَامَتَهُ وَحُقُوقَهُ وَحُرِّيَّتَهُ مُقَدَّسَةً.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ!
لَقَدْ قَدَّمَ الْمُسْلِمُونَ ، الَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ مُرْشِدًا لَهُمْ، أَفْضَلَ الْأَمْثِلَةِ عَلَى الْعَيْشِ مَعَ مُعْتَقَدَاتٍ وَثَقَافَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ عَبْرَ التَّارِيخِ، فِي سَلَامٍ وَطُمَأْنِينَةٍ.
وَيُمَارِسُ أَتْبَاعُ الدِّيَانَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ شَعَائِرَهُمُ الدِّينِيَّةَ بِحُرِّيَّةٍ تَحْتَ إِدَارَةِ الْمُسْلِمِينَ وَحِمَايَتِهِمْ.
وَلَقَدْ أَعْطَى رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حُرِّيَّةَ الْعَقِيدَةِ لِلْجَمِيعِ بِقَوْلِهِ:”لَآ اِكْرَاهَ فِي الدّ۪ينِ”[4].
فِي الْحَضَارَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ، لَيْسَ هُنَاكَ إِ هَا نَةٌ لِمُعْتَقَدَاتِ الْآخَرِينَ أَوْ إِ يذَ ا ءِ مُقَدَّسَاتِهِمْ.
وَجَاءَت فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ هَذِهِ النُّقْطَةُ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي: “وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ فَيَسُبُّوا اللّٰهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍؕ كَذٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ اُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ اِلٰى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”[5].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْأَعِزَّاءُ.. للمتابعة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇