قصة وعبرة … الأعرابي الفقير
أتى الأعرابي وعقل جمله عند باب مجلس القضاء قبل أن يدخل القاضي وتوارى حتى لا يراه القاضي.
وحين أتى القاضي رأى الجمل وكانت زوجته في الليل قد كلمته في أمر هذا الأعرابي صاحب الجمل، فدخل مجلس القضاء ولما انتصف النهار وازدحم الناس حول القاضي إذا بالقاضي ينادي: أين صاحب الجمل؟ فقام الأعرابي إليه.
فقال القاضي: إنما تجاهلناك لنبلوك فمن اشتد به الحال يلح في السؤال، وقد حكمنا لك بما يحمله جملك هذا أرباعًا من الشعير والزيت والتمر والزبيب، وبما تحمله أنت من الكساء،
ففرح الأعرابي وشكر له وخرج من مجلسه، وعلق عند الباب رقًّا من الجلد كتب عليه أبياتًا من الشعر جاء فيها:
أقــاضٍ ولا تـمـضي أحـكامه
وأحــكــام زوجــتـه مـاضـيـة
ولا يـقـضِ حُكمًا إلـى مـدّعٍ
إذا لــم تَـكُ زوجـتـهُ راضِيَة
فحازت هي العدل في قولها
وألـقت بـظلمه فـي الـهاوِيَة
فـمـن عـدلـها أنـهـا أنـصفت
فـقيرًا مـن الفقر في البادية
فـيـا لـيـته لــم يـكـن قـاضيًا
ويــالـيـتها كـانـت الـقَـاضِية