قصة الصحابي الجليل ثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاري
وبعد ذلك نزل الوحي جبريل على محمد -صلى الله عليه وسلم- وقال: “يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ: إِنَّ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِكَ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يَتَعَوَّذُ بِي”؛ فقال الرسول لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي: “يَا عُمَرُ وَيَا سَلْمَانُ! انْطَلِقَا فَأْتِيَانِي بِثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ”
وخرج كلٌ من عمر بن الخطاب وسلمان الفارسي -رضي الله عنهما- إلى المدينة يبحثا عنه، وظل كلٌ منهما مستمراً بالبحث إلى أن رأيا راعياً من رعاة المدينة يدعى زفافة، فسأل عمر: ” هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِشَابٍّ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يُقَالُ لَهُ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟”، فقال له: “لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ؟”، فقال له عمر: “وَمَا عِلْمُكَ أَنَّهُ هَارِبٌ مِنْ جَهَنَّمَ؟”.[٣] رد الراعي على عمر بن الخطاب قائلاً: “لأنَّهُ إِذَا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ، وَهُوَ يُنَادِي: يَا لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الْأَرْوَاحِ، وَجَسَدِي فِي الْأَجْسَادِ، وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ”، فقال عمر أنه المقصود.[٣] وانطلق كل من عمر والراعي إلى ثعلبة؛ ولما رآه عمر احتضن عمر، وقال: “يَا عُمَرُ، هَلْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِذَنْبِي؟”، فقال عمر بن الخطاب: “لَا عِلْمَ لِي، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَكَ بِالْأَمْسِ فَأَرْسَلَنِي وَسَلْمَانُ فِي طَلَبِكَ”.
لتكملة القصة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي 👇