قصة عن رجل رقيق الحال يتعب كل النهار وفي اخر اليوم يعود لامرأته خديجة بخبزة شعير و حفنة من الزيتون
بقيت المرأة حائرة ولا تعرف ماذا ستفعل فليس لها أقارب مساعدتها
كان في الشارع الذي تسكن فيه بناء اسمه عبد الله يشتغل مرة ومرات يبقى عاطلا وكان ينام في الشارع أو عند أحد من أهل الشارع فسمع بتلك الأرملة فقال في نفسه : سأطلبها للزواج وهكذا أجد دارا أبيت فيها وأنفق على تلك المرأة من مالي القليل وأؤنس وحدتها
فذهب إلى إمام الجامع وطلب منه أن يخطبها له فسألته عنه فمدحه في أخلاقه لكن أخبرها أنه فقير الحال
أمضت المرأة الليل وهي تفكر وقالت :كيف أتزوج من شخص ليس له عمل قار إذا اشتغل أكل وإذا بقي عاطلا جاع وقد تمضي عليه أيام لا يربح مليما واحدا وتكون حياتي معه أسوأ من الأول ثم يرجع لها شاهد العقل
وتقول :الحي أبقى من الميت و الفقر ليس عيبا والمهم أنّه رجل يدخل داري فلا يطمع الناس في ومادام يشتغل حتى قليلا فبامكانه أن ينفق علي بيته والقليل يكفي
وفي النّهاية أعجبتها الفكرة وأرسلت إلى الإمام تعلمه أنها موافقة وأعطى الرجل لعبد الله جبّة وبلغة ليصلح من حاله ليلة زواجه وكلّ واحد من الشارع كان يساعده بشيء
فذهب إلى الحمام مجانا وحلق له الحلاق شعره ولحيته وعطره
أمّا المرأة ففتحت صندوق ملابسها وأخذت ثوبا كان لأمهّا ،ثمّ استحمت وجاء الجيران فزيّنوها وجلست تنتظر زوجها وهي خائفة أن تسخر منها نساء الحي
فلقد سمعت أنه رجل خشن
لكنه لما دخل رأت فتى حليق الوجه جميل الملامح فسلم عليها وأعطاها هدية ملفوفة
فقالت في نفسها : لقد كدت أن أرفضه لفقره الشديد والحمد لله أني لم أفكر بمنطق الدنيا ولاحظت أن الفتى يسترق النظر إليها فلم يكن يتصور أنها جميلة بهذا الشكل
فكل ما كان يفكر فيه أن ينام على فراش نظيف فشكر الله على نعمته وتمنى لهم الجيران وأهل الزقاق عرسا سعيدا فانصرفوا
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم 3 في السطر التالي