close
قصة وعبرة

باقي قصة في أحد قرى تونس عاش صّياد إسمه عبد الله مع إمرأته فطيمة

رواية الفتاة المخطوفة الحلقة الثانية

باتت ثريّا ليلتها وهي ټرتعش من الخوف، فهذه اوّل مرة تبيت پعيدا عن احضاڼ والدتها. وفي الصباح الباكر فتح أحدهم الباب ، وكان ذلك الرّجل البغيض شمعون ،ولمّا رآها لا تزال نائمة إنهال عليها ضربا وشتما ، ذعرت ثريا من هذا الشّخص المخبول الذي امسكها من ذراعها ،وجرها إلى غرفة الطعام ،وكانت الطاولة قذرة ،وعليها قلّة خمر فارغة ،وقد سال ما فيها على الأرض وهناك عظام نهشها الكلب ،فقال لها كلاما بالإيطالية لم تفهمه، ولوّح لها بيده باتجاه دلو به ماء ونشّافة ،ففهمت المسكينة ما الذي
اراده منها ذاك الرجل.

جثت ثرياّ على ركبتيها ومسحت الارضية ،فلحسن حظها انها شاطرة في اشغال البيت ،فوالدتها علمتها التنظيف والطبخ ،كانت تخشى أن يقتلها ذلك الرجل ،ولذلك كانت تبذل جهدها ،وبعد ساعة كان كلّ شيئ نظيفا ومرتّبا ، وما كادت تفرغ من عملها ،وتستريح قليلا حتى رجع شمعون ،وأجال نظره في القاعة فلاح عليه الرضى ،ثم أراها المطبخ والحمّام وتمتم بكلام مفهوم لكن فيه نبرة التهديد ،أمضت ثريا وقتا طويلا وهي تنظف، حتى الأشياء التي لم يقل لها عليها نظفتها: الشّبابيك والتّماثيل، وكلّ شيئ بعد إنتهائها جرت ثريّا لغرفتها لتستريح ، لكن وجدت الرّجل

يترصدها، وقادها من يدها إلى المطبخ، وأعطاها رغيفا وقطعة جبن وسط منديل، فخرجت إلى الحديقة ثم مسحت العرق عن جبينها وأكلت بلهفة شديدة، فمنذ ثلاثة أيام لم يأكل شيئا، وتذكّرت العزّ الذي كانت فيه ،ورائحة خبز الشعير الذي تعدّه أمها على الحطب فبكت بكاءا مرا ،وقال في نفسها سأحاول أن آخذ ثقة أهل الدار لعلهم يطلقوني يوما وأرجع لبلادي .

لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇

الصفحة السابقة 1 2 3 4 5 6 7 8 9الصفحة التالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!