باقي قصة في أحد قرى تونس عاش صّياد إسمه عبد الله مع إمرأته فطيمة
لما رجعت المرأة اليهودية إلى الدار إندشت لوجود كل، شيئ مرتّبا بعناية، فذهبت لغرفة ثريا ،فرأت أن ثيابها قديمة ومهترأة، فقالت لها: تعالي معي للسّوق لأختار لك شيئا لائقا !!! لكن ثريّا لم تفهم لغتها، وفي النهاية أشارت لها أن تتبعها، فسارت معها ،ودارا في الدّكاكين، ورجعتا ،وقد إشترت المرأة لها ما أعجبها ،ثمّ سخّنت لها الماء ،واستحمّت البنت، وظفرت شعرها ،ثم وضعت ثيابها الجديدة ،ولمّا رأتها شلوميت
تعجّبت من شدّة جمالها ،وقالت في نفسها: حقّا مدهش، لم أكن أتصوّر أنّ العربيّات هنّ بهذا الجمال ، وحاولت ان تكلم ثريّا ،وتفهم منها لغتها، ولكن عبثا، فلم تستطع كلاهما فهم الأخرى، وبعد ذلك اصبحت الإشارات هي وسيلة التواصل الوحيدة للتّعامل مع البنت .
مرّت الايام والشّهور على هذا النّحو،و تعودت ثريا على الحياة في ذلك البيت ،وكانت شلوميت اليهوديّة تعوّضها بحنانها على غلظة زوجها ، ولقد أحسّت بعطف تجاه الصغيرة لانها لم ترزق بالبنات ،وبدأت تثريا تفهم لغة ذلك البلاد و صارت تتكلم قليلا
مع تلك المرأة ،التي علمتها تقاليد اليهود وأعيادهم ،وتعلّمت ثريّا كلّ شيئ ،وسعدت شلوميت بذلك وبدأت تفكر في أن تتبناها، لكن زوجها كان يعارض ذلك بشدة ،ولم تفهم إمرأته سبب ثورته ،والواقع أن شمعون كان يراقب ثريّا ورأى أنها كبرت ،وزادت فتنتها بعدما كانت ضئيلة الجسم وشاحبة الوجه .
لمتابعة القراءة اضغط على الرقم التالي في الصفحة التالية 👇